
The course introduces some of the major concepts in translation theory and focuses on their application to translation practice.
ٌيهدف هذا المقياس إلى تمكين الطالب من الإلمام بمختلف المراحل التي مر بها تطور الفكر
التربوي في مختلف المجتمعات و تحليل علاقة ذلك بالنظريات الحديثة و تفسير واقع التربية
في المجتمع الجزائري.
و عليه على الطالب أن تكون لديه معارف مسبقة تتمثل أساسا في: النظم التربوية في الحضارات
المختلفة وفلسفة التربية.
- معلم: Zahra Chouchane

قسم: علم الاجتماع 2023-2024
تخصص: علم الاجتماع التربية
السنة الأولى ماستر
مجموعة دروس لمقياس المناهج التربوية
ــــــ السداسي الأول ـــــ
الأستاذ : عباد محمد
المستوى : ماستر 1
التخصص: علم الاجتماع التربية
السداسي : الأول
المقياس : المناهج التربوية
نوع: محاضرة
مقدمــة
تعتبر التربية من القضايا الهامة التي شغلت اهتمامات المربين وشدت انتباه العلماء والمفكرين منذ أقدم العصور، ولعل القارئ لصفات الأدب التربوي عبر التاريخ والمتتبع لمسيرات المجتمعات بمختلف ثقافاتها وحضاراتها، سيسجل المكانة الراقية والاهتمام البالغ الذي حضت به التربية بصفتها الأداة والسبيل الأكيد لتحقيق ما هو أفضل وأسمى للفرد والمجتمع. وأخذت هذه الأهمية في تزايد طردا مع تطور العلوم وزيادة تطلعات وطموحات المجتمعات وتغير المفاهيم والتصورات الاجتماعية والفلسفات الفردية والعامة فأصبح إدراك الأمم أكثر من أي وقت مضى، لحقيقة ارتباط الانبعاث الحضاري والتطور الاجتماعي والنمو الاقتصادي بالنظم التعليمية وأهدافها، وما تحققه المناهج التعليمية من تنمية قدرات المتعلمين وإكسابهم الخبرات المتفوقة والقادرة على الإبداع والابتكار لمواجهة التغيرات الحضارية الكبرى، وأكثر من ذلك للمساهمة الايجابية في البناء الحضاري المطلوب وتحقيق آفاق المستقبل المرغوب ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضا. ومع تطور الفكر التربوي متأثرا بتطور العلوم الحيوية والتقنية والتطبيقية وحتى العسكرية وانفتاح الفلسفات التربوية على بعضها تحاورا وجدلا وتناقضا، أصبح الاهتمام بتقنين مجال التربية والتعليم ضرورة عالمية وأصبحت المناهج التعليمية وأهدافها الشغل الشاغل للمربين والمفكرين البيداغوجيين وأكثر منهم للسياسيين والاجتماعيين.
المحور الأول : المنهاج التربوي
المحاضرة رقم(1): ماهية المنهاج التربوي
1. تعريف المنهاج التربوي
المنهاج هو عنصر أساسي من عناصر العملية التعليمية، إن لم يكن صلبها، والسبب في ذلك أنه يقدم تصوراً شاملاً لما ينبغي أن يقدم للطفل من معلومات، وما يمكن أن ينمي من قيم واتجاهات ،كما أن المنهاج يترجم بالفعل الأهداف العامة للتربية، ويقترح الخطوات التي تيسر للمجتمع أن يبني أفراده بالطريقة التي يريدها ويصدق هذا الأمر على مختلف مجالات التربية وفروعها، مثل ما يصرف على تعليم الرياضيات، فإنه يصدق على تعليم اللغة العربية كما يصدق على غيرها من المجالات ولقد اختلط مفهوم المنهاج في أذهان الكثيرين، ولعل سبب ذلك تفاوت النظرة إلى أهداف التربية والاختلافات التي ظهرت فيها كل محاولة لتعريف المنهاج، تعني كلمة المنهاج أو النهج في اللغة العربية " الطريق الواضح" ، أما في اللغة الإنجليزية كلمة Curriculum تعتبر دراسة المناهج في إنجلترا من أهم فروع علوم التربية في حين كانت اللغة الفرنسية تفضل مصطلح "برنامج الدراسات أو مصطلح "خطة الدراسات ثم أصبحت هي الأخرى تستخدم مصطلح المناهج في السنوات الأخيرة نتيجة التعاون في مجال البحث بين الباحثين الفرنسيين والإنجليز، و أيضا نتيجة تجسيد حقيقة الوحدة الأوروبية والإتحاد الأوروبي، في ميدان العلم والبحث البيداغوجي. وهكذا استخدم هذا المصطلح في الأدبيات البيداغوجية الفرنكوفونية، وكذا في سائر دول العالم(1). ويرى المنظر البريطاني جون كير John Keer 1968 أن المنهاج(( هو كل التعلمات والمكتسبات المنظمة والموجهـة من طرف المدرسة، سواء بشكل فردي أو جماعي، داخل أو خـارج المؤسسة . وفي نفس الاتجاه
يؤكد الفيلسوف البريطاني بول هرست Paul Hirst أن المنهاج ((هو برنامج النشاط المحدد بحيث يستطيع التلاميذ الوصول قدر الإمكان، إلى تحقيق بعض الغايات أو الأهداف التربوية ))(2)
وإذا قبلنا الافتراض بأن المنهاج العلمي هو أهدافه ومعارفه وأنشطته، يمكن اعتباره في الظروف العادية للتربية المدرسية، وسيلة ميسورة لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة،عندئذ يلتقي المفهوم اللغوي للمنهاج، مع نظيره التربوي، ليكون بهذا طريقاً أو نهجاً للتعليم والتعلم.
2.العوامل التي أدت إلى تطور مفهوم المنهاج التربوي
هناك عدة عوامل ساهمت في تطور المنهاج التربوي وهي: (1)
Ø التغير الثقافي الناشئ عن التطور العلمي والتكنولوجي، أو الذي غير الكثير من القيم والمفاهيم الاجتماعية، التي كانت نمطاً سائداً، وأدى إلى إحداث تغييرات جوهرية في أحوال المجتمع وأساليب الحياة فيه.
Ø التغير الذي طرأ على أهداف التربية، و النظرة إلى وظيفة المدرسة، بسبب التغييرات التي طرأت عل احتياجات المجتمع في العصر الحديث
Ø نتائج البحوث التي تناولت الجوانب المتعددة للمنهاج التقليدي، والتي أظهرت قصوراً جوهرياً عنه وفي مفهومه
Ø الدراسات الشاملة التي جرت في ميادين التربية وعلم النفس، والتي غيرت الكثير مما كان سائداً عن طبيعة المتعلم وسيكولوجيته، وكشفت الكثير مما يتعلق بخصائص نموه وطبيعة عملية التعلم ويكفي الإشارة هنا أن المنهاج العلمي متأكد إيجابية المتعلم لا سلبيته وقد أظهر تقدم الفكر السيكولوجي أنه من غير الممكن تنمية الشخصية تنمية كلية، عن طريق التركيز على جانب واحد كالجانب المعرفي .
طبيعة المنهاج التربوي، يتأثر بالمعلم والبيئة والمجتمع والثقافة والنظريات التربوية، إذ أن كل عامل يخضع لقوانين التغيير المتلاحقة، فقد كان لابد أن يحدث فيه تغييراً، وأن يأخذ مفهوماً جديداً لم يكن لديه من قبل وللتدليل على ذلك، يكفي أن نشير إلى أن الطلبة الذين يخطط لهم المنهاج ينبضون بالحيوية والنشاط، وأن غاية التربية هي استثارة نموهم الذاتي وتوجيهه.
المحاضرة رقم(2): المنهاج التربوي التقليدي
1.مفهوم المنهاج التقليدي
جاء مفهوم المنهاج التقليدي انعكاساً طبيعياً إلى وظيفة المدرسة التقليدية، المتمثل في نقل المعرفة والمعلومات من المعلم إلى التلميذ، من ثم التأكد من وصول هذه المعلومات للتلميذ عن طريق الاختبارات التقليدية، فالمنهاج التقليدي هو (( عبارة عن مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم، التي تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ ))(1) ، كما يعتبر على أنه ((عبارة عن محتوى المقررات الدراسية، الذي يشمل الحقائق والمفاهيم والمبادئ والنظريات والقوانين وهنا المنهاج مرادف للمحتوى المعرفي))(2)، فهو مجموعة المواد الدراسية التي يتولى المتخصصون إعدادها أو تأليفها ، ويقوم المعلمون بتنفيذها أو تدريسها ، ويعمل التلاميذ على تعلمها أو دراستها ، وهنا يكون المنهاج مرادفاً للمادة الدراسية(3)
2.خصائص المنهاج التربوي التقليدي:
يمكن تحديد أبرز خصائص المنهاج التقليدي في النقاط التالية: (4)
Ø التشديد على المعلومات بوصفها هدفاً بحد ذاتها
Ø إن العملية وفق هذا المنهاج ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعلومات التي يتضمنها الكتاب المدرسي، ويعد الكتاب المدرسي المصدر الأساس، لتزويد التلاميذ بالمعلومات.
Ø إن دور المعلم في ظل المفهوم التقليدي للمنهاج يقتصر على شرح المعلومات وتوضيحها وتفسيرها والتعليق عليها .
Ø إن دور التلميذ في ظل المفهوم هو فهم المعلومات وحفظها واسترجاعها
Ø التشديد على أن يكون المعلمون متخصصين في المادة الدراسية، متعمقين فيها قادرين على توصيلها بشتى الطرق إلى المتعلمين.
يتطلب نوعاً من التلاميذ القادرين على حفظ المواد الدراسية، وفهمها والإلمام بكل أجزائها
Ø تقتضي نوعًا من الامتحانات التي تقيس كمية المعلومات التي استوعبها التلاميذ
3.النقد الموجه لمفهوم المنهاج التقليدي
من بين الانتقادات التي وجهت إلى المنهاج التربوي التقليدي(1) ، ونجد مايلي :
Ø انصب الاهتمام في المنهاج التقليدي على إتقان المادة الدراسية، وأصبح تحقيق هذا الإتقان غاية في ذاته بغض النظر عن جدواه في حياة التلميذ
Ø اعتقد المعلمون بأن عملهم يقتصر على توصيل المعارف التي تشملها عليه المقررات الدراسية إلى عقول التلاميذ، من الوقت المحدد لها، وإجراء الامتحانات لتحديد مدى نجاحهم في استظهار هذه المعلومات.
Ø ركزت المادة الدراسية اهتمامها على الناحية العقلية، وأغلقت نواحي النمو الأخرى منها الجسمية والانفعالية والاجتماعية...إلخ، وهذا مما يتعارض مع التطور السليم لشخصية التلميذ التي يراد لها النماء والتكامل .
Ø أكد المنهاج على المنفعة الذاتية للمعارف والمعلومات، وألزم التلميذ بضرورة تعلمها وحفظها مهما بلغت درجة صعوبتها، ولا يخفى ما في ذلك من إغفال للمتعلم واستعداداته الفطرية والمؤثرات التي يخضع لها.
Ø اقتصرت عملية اختيار محتوى المادة الدراسية على مجموعة من المتخصصين في المواد الدراسية، وكان جهد هؤلاء المتخصصين، يتمثل في البحث عن المعارف التي يميلون إليها ، ويشعرون بقيمة تقديمها للمتعلمين دون أن يأخذوا في اعتبارهم وجهة نظر المعلمين، الذين يقومون بتدريس هذه المواد، أو التلاميذ الذين يدرسونها.
4.نتائج المنهاج التربوي التقليدي
لقد نتج عن تطبيق المنهاج التربوي التقليدي في المدارس ما يلي: (1)
Ø استبعاد كل نشاط يمكن أن يتم خارج الصف، ويمكن أن يسهم في تنمية مهارات التلاميذ الحركية أو النفسية أو العلمية ...إلخ
Ø شعور التلاميذ بأن دورهم يتمثل في إتقان المادة الدراسية، والنجاح في الامتحانات مما أدى بهم إلى العزوف عن البحث والإطلاع، والاعتماد على المعلم في تبسيط المادة وتقريبها إلى أذهانهم لكي يتسنى لهم النجاح.
Ø الاعتماد على طريقة التدريس الآلية ، حيث أصبح عمل المعلم هو التلقين، وعمل التلميذ هو الحفظ والتسميع دون فهم ، مما أدى إلى تحديد النشاط المتعلم وإعاقة لنموه
Ø التعامل مع المقررات الدراسية على أساس أنها مواد منفصلة، بمعنى أن المعلم لم يكن يبذل أي جهد يذكر في ربط تلك المواد بعضها ببعض، مما حل دون تكاملها وأدى إلى تجاهل أهميتها في تكوين شخصيات التلاميذ، وتحريك الطاقات الخلاقة لديهم .
Ø إهمال توجيه التلاميذ، وتجاهل طبيعتهم من خلال التأكيد عليهم بعدم الحركة، والتزام الهدوء طوال فترة الدرس، والإكثار من الأوامر والنواهي والزجر والعقاب، مما أدى إلى سلبيتهم في غرفة الدراسة، وجعل الحياة الدراسية في أعينهم جافة وضيقة الأفق.
Ø التوقع من جميع التلاميذ الوصول إلى مستوى تحصيلي واحد، على اعتبار أنهم متساوون في القدرات والاستعدادات والميول ونسب الذكاء.
Ø عدم تشجيع التلاميذ على البحث والإطلاع، وعلى تقديم اقتراحات خاصة بما يدرسونه، وعدم الاهتمام بإتاحة الفرص المتنوعة أمامهم، للقيام بأوجه نشاط مختلفة تساعد على نموهم المتكامل المنشود
Ø يتصور التلاميذ أن المعارف ذات كيان مستقل عن المصادر التي نشأت عنها مما أدى إلى انفصالهم عن البيئة المادية والاجتماعية التي يعيشون فيها ، ولاشك أن هذا يعرقل التوافق مع المجتمع والحياة فيه.
Ø إغفال خبرات المعلمين والمراكز اهتمام التلاميذ، والفروق الفردية بينهم في الميول والاستعدادات والقدرات والحاجات والخبرات السابقة، مما كان له أكبر الأثر في عزوف التلاميذ عن العديد من الدروس .
المحاضرة رقم(3):المنهاج التربوي الحديث
1.مفهوم المنهاج الحديث
المنهاج التربوي الحديث فهو ذلك المنهاج الذي يتكون من سلسلة متصلة من المكونات التربوية، لا ينفصل بعضها عن بعض، وهي تعمل بشكل متكامل، وقد عرف على أنه(( مجموعة الأنشطة والفرص التعليمية، التي تتيح للمتعلم التفكير والابتكار، مما يسهم في تعديل سلوك المتعلم في المراحل التعليمية المختلفة ))(1) . كما أنه جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المدرسة إلى التلاميذ، داخل الصف أو خارجه، وفق أهداف محددة وتحت قيادة سليمة لتساعد على تحقق النمو الشامل، من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية (2) وعليه يمكن تحديد مفهوم جديد للمنهاج التربوي، وفق الواقع الحالي على أنه كل ما يحدث في المؤسسة التعليمية، وما يخطط له وينفذ، أو يمارس من قبل المتعلم خارج المؤسسة التعليمية من عمليات تعلم وتعليم، بهدف تمكين المتعلم من مواجهة المواقف الجديدة ومتغيرات الحياة وتوليد الأفكار، وإنتاج المعرفة وتكوينها من المصادر والمعلومات المتناثرة، وغربلتها وإعادة تركيبها بشكل منظم، ومساعدته على النمو الشامل المتكامل بكل طاقاته وإمكاناته الجسمية والنفسية والعاطفية، والفكرية، والارتقاء لبناء كيانه الشخصي الاجتماعي بكل مسؤولية، وتلبية احتياجاته المتغيرة للوصول إلى أفضل ما تستطيع قدراته، إلى أعلى مستوى ممكن، لتحسين الأداء الفردي والمؤسسي وجودة التعليم.
2.خصائص المنهاج التربوي الحديث
يتسم المنهاج الحديث بالخصائص التالية :(3)
Ø الشمول: يتسم هذا المنهاج بشموله جميع جوانب الشخصية، ويهتم بها بشكل متوازن
Ø الأتساع: إن المنهاج الحديث يتسم بالسعة، فهو يشمل المعارف والخبرات والمهارات والأنشطة التي تقدمها المدرسة.
Ø تعدد مصادر المعرفة، حيث يهتم المفهوم الحديث بتعدد المعرفة ولا يقتصر على محتوى المقرر الدراسي أو الكتاب المدرسي والمدرس.
Ø يهتم بالتكامل بين الجانب النظري والتطبيقي، ويشدد على اكتساب الخبرات المباشرة وغير المباشرة واستخدمها .
Ø يربط بين الخبرات التي يقدمها والواقع، فيكون التعليم ذومعنى وفائدة، توفر للمتعلم إشباع حاجاته.
Ø يشدد على التعلم الذاتي، وعلى إيجابية المتعلم ونشاطه وتفاعله وعلى جعل المتعلم محور العملية التعليمية، وتوفير الفرص لمراعاة الفروق الفردية .
Ø المادة الدراسية تمثل جزءاً من المنهاج، غرضها تعديل سلوك المتعلم .
Ø بيئة التعليم لا تقتصر على غرفة الدراسة ، وإنما تشمل البيئة الدراسية و موجوداتها وربط العملية التعليمية بالبيئة الاجتماعية .
Ø دور المعلم في المنهاج الحديث منظم وموجه، ولم يعد المصدر الوحيد للمعرفة
Ø يساعد المنهاج التربوي الحديث التلاميذ على تقبل التغيرات، التي تحدث في المجتمع وعلى تكييف أنفسهم مع متطلباتها .
Ø ينوع المعلم في طرق التدريس، ويختار أكثرها ملائمة لطبيعة المتعلمين.
Ø يستخدم المعلم الوسائل التعليمية المتنوعة والمناسبة، لأن من شأن ذلك أن يجعل التعليم محسوساً وأكثر ثباتاً
Ø يهتم المنهاج الحديث بتنسيق العلاقة بين المدرسة والأسرة ، من خلال مجالس الآباء والمعلمين والزيارات المتبادلة بين المعلمين وأولياء أمور التلاميذ والاستفادة من خبرات المتخصصين منهم .
Ø يجعل العملية التعليمية في خدمة المتعلم والمجتمع والمدرسة في تقديم ماله صلة بالحياة.
3.مبادئ المنهاج التربوي الحديث :
من المبادئ التي يمكن استخلاصها من التعريفات السابقة للمنهاج الحديث ما يلي: (1)
Ø أن المنهاج ليس مقررات دراسية، إنما هو جميع النشاطات التي يقوم بها التلميذ أو
جميع الخبرات التي يمرون بها تحت إشراف المدرسة وتوجيه منها
Ø إن التعليم الجيد يقوم على مساعدة المتعلم، من خلال توفير الشروط والظروف الملائمة لذلك، وليس من خلال التعليم أو التلقين المباشر .
Ø إن التعليم الجيد ينبغي أن يهدف إلى مساعدة المتعلمين، على بلوغ الأهداف التربوية المراد تحقيقها، وأن يرتفع إلى غاية قدراتهم و استعداداتهم، وإلى مستوى توقعاتهم مع الأخذ بعين الاعتبار ما بينهم من اختلافات وفروق فردية.
Ø إن القيمة الحقيقة للمعلومات التي يدرسها التلاميذ والمهارات التي يكتسبونها تتوقف على مدى استخدامها وإفادتهم في المواقف الحياتية المختلفة .
Ø أن المنهاج ينبغي أن يكون متكيفاً مع حاضر التلاميذ ومستقبلهم وأن يكون مرناً بحيث يتيح للمعلمين القائمين على تنفيذه وأن يوفقوا بين أفضل أساليب التعليم وخصائص نمو تلاميذهم.
Ø إن المنهاج ينبغي أن يراعي ميول التلاميذ واتجاهاتهم وحاجاتهم ومشكلاتهم وقدراتهم واستعداداتهم، وأن يساعدهم على النمو الشامل، وعلى إحداث تغييرات في سلوكهم في الاتجاه المطلوب
4.مقارنة بين المنهاج التربوي الحديث و المنهاج التربوي التقليدي
جدول رقم (2) : يبين مقارنة بين المنهاج التقليدي والمنهاج الحديث (1)
|
المجال |
المنهاج التقليدي |
المنهاج الحديث |
|
طبيعة المنهاج |
ـ المقرر الدراسي مرادف للمنهاج ـ ثابت لا يقبل التعديل بسهولة ـ يركز على الكم الذي يتعلمه الطالب ـ يركز على الجانب المعرفي في إطار ضيق ـ يهتم بالنمو العقلي للطلبة فقط ـيكيف المتعلم للمنهاج
|
ـ المقرر الدراسي جزء من المنهاج ـ مرن يقبل التعديل ـ يركز على الكيف ـيهتم بطريقة تفكير الطالب ـ يهتم بجميع أبعاد نمو الطالب ـ يكيف المنهاج للمتعلم |
|
تخطيط المنهاج |
ـ يعده المتخصصون في المادة الدراسية ـ يركز على اختيار المادة الدراسية ـ تعد المادة الدراسية محور المنهاج |
ـ يشارك في إعداده جميع الأطراف المؤثرة فيه والمتأثرة به ـ يشمل عناصر المنهاج الأربعة ـ المتعلم محور المناهج |
|
المادة الدراسية |
ـ غاية في ذاتها ـ لا يجوز إدخال أي تعديل عليها ـ يبنى المقرر الدراسي على التنظيم المنطقي للمادة ـ المواد الدراسية منفصلة ـ مصدرها الكتاب المقرر |
ـ وسيلة تساعد على نمو الطالب نمواً متكاملاً ـ تعدل حسب ظروف الطلبة واحتياجاتهم ـ يبنى المقرر الدراسي في ضوء سيكولوجية الطلبة ـ المواد الدراسية متكاملة ومترابطة ـ مصادرها متعددة |
|
طريقة التدريس |
ـ تقوم على التعليم والتلقين المباشر ـ لا تهتم بالنشاطات ـ تسير على نمط واحد ـ تغفل استخدام الوسائل التعليمية التعلمية
|
ـ تقوم على توفير الشروط والظروف الملائمة للتعلم ـ تهتم بالنشاطات بأنواعها ـ لها أنماط متعددة ـ تستخدم وسائل تعليمية تعلمية متنوعة |
|
المتعلم |
ـ سلبي غير مشارك ـ يحكم عليه بمدى نجاحه في امتحانات المواد الدراسية |
ـ إيجابي مشارك ـ يحكم عليه بمدى تقدمه نحو الأهداف المنشودة |
|
المعلم |
علاقته تسلطية مع الطلبة ـ يحكم عليه بمدى نجاح المتعلم في الامتحانات ـ لا يراعي الفروق الفردية بين الطلبة ـ يشجع على تنافس الطلبة في حفظ المادة ـ دور المعلم ثابت ـ يهدد بالعقاب ويوقعه |
ـ علاقته تقوم على الانفتاح والثقة والاحترام ـ يحكم عليه في ضوء مساعدته للطلبة على النمو المتكامل ـ يراعي الفروق الفردية بينهم ـ يشجع الطلبة على التعاون في اختيار الأنشطة وطرق ممارسها ـ دور المعلم متغير ومتجدد ـ يوجه ويرشد |
|
الحياة المدرسية |
تخلو الحياة المدرسية من الأنشطة الهادفة ـ لا ترتبط الحياة المدرسية بواقع حياة المجتمع ـ لا توفر جواً ديمقراطياً ـ لا تساعد على النمو السوي |
ـ تهيئ الحياة المدرسية للمتعلم الجو المناسب لعملية التعلم ـ تقوم على العلاقات الإنسانية بمفهومها الواقعي ـ توفر للمتعلمين الحياة الديمقراطية داخل المدرسة ـ تساعد على النمو السوي المتكامل للمتعلم |
|
البيئة الاجتماعية للمتعلمين |
ـ يتعامل مع الطالب باعتباره فرداً مستقلاً لا فرداً في إطار اجتماعي متفاعل ـ يهمل البيئة الاجتماعية للمتعلم ولا يعد من مصادر التعلم ـ لا يوجه المدرسة لتخدم البيئة الاجتماعية ـ يقيم الحواجز والأسوار بين المدرسة والبيئة المحلية
|
ـ يتعامل مع الطالب لاعتبار فرداً اجتماعياً متفاعلاً ـ لا يهمل القيمة الاجتماعية للمتعلم ويعدها من مصادر التعلم ـ يوجه المدرسة لتخدم البيئة الاجتماعية ـ لا يوجد بين المجتمع والمدرسة أسوار |
نستخلص مما ذكر أنّ المنهاج التربوي لم يعد مجموعة المواد الدراسية، وليس هو مجموع المعلومات والحقائق والمفاهيم والأفكار، التي يدرسها المتعلم في صورة مواد دراسية موزعة على فصول أو سنوات الدراسة ومراحلها، وتتوافر في كتب مدرسية محدودة ومعروفة، ولم يعد المنهاج التربوي الخبرات والممارسات الصفية التي يمر بها المتعلم في مدرسته فقط وليس هو النشاطات والممارسات التي تنظم بتخطيط من قبل وزارة التربية في الدولة. ويتم تنفيذها في محيط المؤسسة المدرسية. لقد ولى زمن أن تكون المدرسة هي مستودع للمعلومات، ولم تعد المادة التعليمية واختيارها من التراث المتراكم هي الحدود التي نقف عندها، أو أنّ المنهاج التربوي يهتم فقط بالمادة العلمية، بل يهتم بالمتعلم أوّلاً والعلم ثانياً. كما أنّ المادة الدراسية لم تعد هي الغاية والوسيلة في آن واحد، ولم تعد الخبرة قاصرة على ما يحدث داخل حجرة الدراسة، وعلى الجانب المعرفي منها فقط دون غيره من جوانب الخبرة كذلك، فإن توزيع المناهج الدراسية إلى فصول وسنوات ومراحل وأزمنة ثابتة للجميع لم يعد يفترض أن ينهي جميع المتعلمين تعلمها في مدة زمنية محددة، ولن يكون هناك منهاج واحد وتقويم مشترك نهائي واحد للجميع، وكأننا نتعامل مع بنى مادية وليس مع بنى بشرية لكل متعلم قدراته وإمكانياته وميوله ورغباته وظروفه.. ولم يعد ينظر المنهج بهذا المفهوم إلى قدرات جميع المتعلمين من فئة عمرية واحدة، على أنها قدرات متساوية، ولا يحدد هذا المفهوم مسبقاً وبشكل قطعي قدرات جميع المتعلمين وآليات تعلمهم في سن معيّن، بحيث لا يمكن تعديها. ولم يكن هناك حاجة لوضع ضوابط وحدود لما يسمح للمتعلم معرفته، وإنّ المنهاج بهذا المفهوم يؤكد على قابلية جميع المتعلمين على التعلم في أي سن من عمرهم، وعلى مواصلة التعلم ذاتياً والتعلم المستمر الدائم المتجدد مدى الحياة، ولم نعد بحسب هذا المفهوم نحرم أطفالنا وشبابنا الصغار في مرحلة التعليم الأساسي من القدرة على التفكير النقدي، أو حل المشكلات والإبداع والابتكار.. ولم يعد حفظ محتوى المواد الدراسية معيار النجاح والفشل.
المحور الثاني : مكونات المنهاج التربوي الحديث
يتكون المنهاج من أربعة عناصر هامة هي: الأهداف، الأنشطة ،المحتوي ،التقويم ،وهذه المكونات الأربعة هي التي صاغتها و قدمتها هيلدا تابا، وتكون العلاقات بينها واضحة فالأهداف عندها تتحدد لتكون أساسا لاختيار المحتوى وتحديد الطريقة المناسبة لتدريسه، وبعد أن تأخذ العملية التعليمية طريقها تأتي إلى التقويم، التقويم ليس مقصوراً على عنصر دون أخر ولكنه يشمل مختلف عناصر المنهاج ،فهناك تقويم للأهداف، وهناك تقويم للطريقة ، وتقويم ثالث للمحتوى، بل إن إجراء التقويم نفسه يخضع للتقويم و الاختبارات نفسها تختبر و هذا ما يسمي اختبار الاختبارات فندرس خصائصها ونحدد مدى قدرتها على تحقيق أهدافها(1)
المحاضرة رقم(4): الأهداف التربوية
1.مفهوم الأهداف التربوية
لقد قام الكثير من التربويين بتناول موضوع الأهداف التربوية، كأحد العناصر الرئيسة في بناء المنهاج التربوي ، وقد وردت في أدبياتهم تعريفات للأهداف التربوية، ومن بينها تعريف ميجر Mager قائـلاً(( أن الهدف هو اتصال ما يقصد إليه بصياغة تصف التغير المطلوب لدى المتعلم، صياغة تبين ما الذي سيكون عليه المتعلم، حين يكون قد أتم بنحاج خبرة التعليم إنه وصل إلى نمط السلوك أو الأداء الذي نريد أن يقدر المتعلم على بيانه ))(2) ،كما يعرف كل من ڤوبيل و لوزينيون Goupil et Lousignan الهدف التربوي في كتابهما التعلم والتعليم في الوسط المدرسي بأنه صياغة تعرف بشكل عام النوايا المتبعة من طرف مؤسسته، أو جماعة أو فرد من خلال فعل تكويني محدد(3) لذا يعتبر الهدف تربوياً تصوراً فكرياً مسبقاً عن الحالات أو النتائج النسبية لتطور ما يتم اختبارها وتحديدها من الواقع الموضوعي ويتم تحقيقه بواسطة النشاط الفاعـل للإنسان، لذلك يتميز عن الرغبة والطموح والأمل، في كونـه ممكن التحقيق أما في مجال التربية فإن معرفة الهدف التربوي وتحديده، من الأمور البالغة الأهمية في العملية التعليمية في شتي مستوياتها ومداخلها، فبقدر وضوح الأهداف التربوية، تكون الجودة في العمل التربوي ، لأن تدريس أي مادة علمية إجرائي معلوم الخطوات له بداية ووسط وختام ثم بداية ثانية ، هكذا في دورة عملية تعليمية لا تنتهي وأوله يبدأ من الوعي بطبيعة المادة ذاتها وهنا يكون دور الأهداف وبغض النظر عن كونها سلوكية أم لا ، فإنما هي بمثابة سطح تلتقي عليه طبيعة المادة وطبيعة المتعلم. من هذه الأهداف وعلى أساسها، وفي مضمونها تخطط إستراتجيات التدريس ، ولهذا يحدد لويس دينوLouis D’Hainaut مجموعة من المؤشرات التي ينبغي أن يركز عليها مقومو الأهداف التربوية ومنها: (1)
Ø قياس أو الحكم على انسجام الأهداف مع الغايات والمرامي .
Ø الحكم على قيمة الأهداف التربوية التي تبين أهمية كل هدف في مسار تدريسي معين .
Ø الحكم على ملائمة الأهداف للمعطيات النفسية البيداغوجية مثل مستوى النضج العقلي
للمتعلم.
Ø الحكم على صلاحية الهدف ودوامه .
Ø الحكم على درجة تقبل الأوساط المستهدفة للأهداف ومدى انسجامها مع ما وثق نظريا
Ø الحكم على إمكانية تحقق الأهداف من حيث الوقت والوسائل.
Ø الحكم على إمكانية تحقيقها ماديا، وتناسبها مع الإمكانيات المادية المتاحة
إن أهداف الحصة الدراسية هي أهداف المعلم نفسه من حيث أنه يسأل الأسئلة الآتية :(2)
ـ ماذا أود لتلاميذي أن يعرفوا؟ ـ ماذا أود لهم أن يقدروا ؟
ـ ماذا أود لهم أن يفهموا؟ ـ أي شئ أريد لهم أن يكونوا قادرين على فعله وممارسته؟
هذه هي الأسئلة التي يجب أن تكون في ذهن أي معلم قبل أي حصة دراسية ،ولكل المقرر أو المنهاج هناك أمر أكثر أهمية من هذه الأهداف، التي هي أساس التخطيط للحصة المدرسية أو للعام الدراسي كله، وهذا الأمر هو الإجابة عن سؤال مهم: ما محددات هذه الأهداف ؟ أومن أين تشتق ؟ وليس بوصفها نظاماً أكاديميـاً من التلميذ المتعلم ذاتــه من المجتمع، ولكن كيف تتحكم هذه المصادر في اشتقاق أهداف التعليم في المرحلة الابتدائية وإذا سلمنا بأن محتوى أي مرحلة تعليمية وبخاصة المرحلة الابتدائية ليس سوى مهــارات في
شكلها العام، دون كثير من التفاصيل فإن أهداف التعليم في هذه المرحلة هي التمكن من تلك المهارات، ويمكن التلاميذ الصغار منها من خلال التدريس وهي نفسها الأهداف التي يجب أن يدور عليها التخطيط للدروس، وكذلك التقويم للكشف عن عوائد التعليم.
2.مستويات الأهداف التربوية
لقد صنف كراثول الأهداف التعليمية إلى ثلاث مستويات هي : (1)
المستوى العام : هو تلك الفئة التي توصف فيها الأهداف التربوية بأنها عامة ومجردة وشاملة ولا تتحقق إلا بعد فترة زمنية طويلة نسبياً ، إن مثل هذه الأهداف، تتجلى في أهداف المناهج الدراسية ، كأهداف المراحل التعليمية ، وغرضها الأساسي، هو التركيز على تنمية مهـارات
تعليمية أساسية، وقدرات عامة ومعرفة شاملة، وثقافة واسعة وشخصية قوية، وقيم خلقية وهكذا مثل ذلك " أن يقرأ المتعلم بشكل صحيح "
المستوى المتوسط: وهو تلك الفئة التي تتأرجح فيها الأهداف التعليمية بين العمومية والخصوصية، وبين التجريد والمحسوس، فالمستوى المتوسط، هو أقل عمومية من الأهداف العامة، وأعقد من الأهداف الخاصة. مثل هذه الأهداف تتجلى في أهداف مساق معين أو وحدة تعليمية، أو برنامج مهني، وغرضها الأساسي هو تنمية مهارات أساسية، وقدرات عامة خاصة بموضوع معين، أو وحدة تعليمية معينة ، فهي أهداف لا تتعلق بأهداف مرحلة تعليمية بأكملها كالمرحلة الأساسية وغيرها وإنما تتعلق بموضع خاص .
المستوى الخاص : وهو تلك الفئة التي توصف فيها الأهداف التعليمية بأنها أهداف خاصة ومحددة، وتتحقق في فترة زمنية قصيرة نسبياً ، هذه الأهداف، تعرف بالسلوكية الخاصة أو الأدائية، وهي تتجلى في أهداف درس تعليمي واحد، أو حصة مدرسية ، وغالباً ما تكون هذه الأهداف مفصلة تفصيلا كاملاً .
3.مصادر اشتقاق الأهداف التربوية:
تبنى العملية التربوية على أهداف عامة تسعى بعدها المؤسسة التربوية إلى تحقيق هذه الأهداف، بشكل كامل أو جزئي ، وبما أن كل دولة من الدول في العالم، تكتب أهدافها مجموعة من المتخصصين ذات اطلاع واسع على ثقافة وقيم وحاجات المجتمـع، وكذلك على
متعددة وتشير هذه الأهداف في العادة، إلى القيم التي يتضمنها النظام التربوي والمتمثلة في الفلسفة التربوية المستمدة من فلسفة السياسة الاجتماعية والثقافية، لذا فكل دولة لها فلسفتها التربوية الخاصة بها ، ومن ثم أن أبرز المصادر التي تشتق منها الأهداف هي : (1)
Ø المجتمع وفلسفته التربوية واحتياجاته وتراثه الثقافي، وما يسوده من قيم واتجاهات
Ø خصائص المتعلمين واحتياجاتهم وميولهم ودوافعهم ومشكلاتهم ومستوى نضجهم وقدراتهم العقلية وطرق تفكيرهم وتعليمهم.
Ø أشكال المعرفة ومتطلباتها، وما يواجه المجتمع من مشكلات نتيجة التطور العلمي والتكنولوجي .
Ø وجهات نظر المختصين في التربية والتعليم وعلم النفس .
4.تصنيف الأهداف التربوية :
ظهرت منذ أوائل الخمسينيات عدة تصنيفات للأهداف التربوية ، لعل أشهرها تصنيف جماعة شيكاغو التي أكدت على أن الأهداف أساس لتنظيم التربية ، والتي قسمت الأهداف إلى ثلاثة مجالات ، يقابل كل مجال منها جانباً من جوانب شخصية الإنسان، التي تعمل التربية على بنائها وتكوينها ، وهذه المجالات هي : (2)
Ø المجال المعرفي: ويضم جميع أشكال النشاط الفكري لدى الإنسان، وخاصة العلميات العقلية، من حفظ وتذكر وفهم وتحليل .
Ø المجال الوجداني: ويتضمن الاتجاهات والقيم والميول والرغبات وأوجه التقدير.
Ø المجال المهاري : ويشمل مختلف المهارات الجسمية اليدوية الحركية .
هكذا تعتبر الأهداف نقطة البداية في التخطيط للعمل التربوي، سواء على المدى القريب أو البعيد ، وتؤدي إلى تحقيق تعلم أفضل، لأن جهود المعلم والمتعلم ستتركز حول تحقيق الأهداف المقصودة ، بدلاً من أن تتبعثر وتوجه لتحقيق نتائج غير مرغوب فيها، لذا أن تستند هذه الأهداف إلى فلسفة تربوية اجتماعية سليمة بمعنى أن تكون فلسفة الأهداف متماشيـة مع فلسفة المجتمع، التي تترجم في سلوك التلاميذ وذلك من خلال المنهاج باعتباره أداة المؤسسة التعليمية. وإذا تتبعنا مسار العملية التعليمية في المدرسة الجزائرية يتبين لنا أن المناهج الحالية لا تعمل على تعزيز المكتسبات العلمية السابقة ، بل تسعى دائما إلى حشو عقول التلاميذ بالمعارف النظرية المجردة ، وغالباً لا يستفيدون منها في البيئة، مما يجعلهم يحفظونها عن ظهر قلب ويختزنونها في ذاكراتهم، وإعادة سردها أثناء الامتحانات . إن الهدف النهائي من المناهج هو خلق التكامل بين العمل والتفكير، أي أن يصبح ما يكتسبه التلميذ في المدرسة من علوم ولغة وثقافة سلوكاً عادياً له ، و يستعملونه في كل المواقف بطريقة طبيعية آلية دون أن يكلف نفسه، أو يبذل مجهودات للتواصل مع الآخرين، إلا أن كثيرا من مناهجنا في حاجة إلى تغيير، حيث لم تتطور- مع الزمن- إلا تطورا شكليا، يتمثل في الحذف، والإضافة والتبديل والتغيير دون ثورة تنهي تمسكنا بمناهج مضت عليها عشرات السنين، تحل محلها مناهج أخرى تستوعب السياسات الحديثة، والأفكار العلمية الجديدة في اللغة والأدب، بحيث تتلاءم مع طبيعة التلميذ، في العصر الحاضر في حياته المعاصرة،من حيث نحوه الفكري وطابعه الوجداني، ثم يدرب القائمون بالتعليم عليها تدريبا ميدانيا يضع هذه المناهج بهذه الصورة المقترحة موضع التنفيذ .
المحاضرة رقم (5): المحتوي
1.مفهوم المحتوى :
يعتبر المحتوى أو البرامج الدراسية إحدى العناصر الرئيسية للعملية التعليمية، التي ينبغي تحديثها باستمرار، وتطويرها لتساعد في تحقيق جودة التعليم من جهة، ولتتلاقى مع عالم العمل وتلبي حاجات المجتمع من جهة الأخرى ، لذا فإن تصميم المنهاج التربوي من ضرورة وجود ما يسمي بالمحتوي بمعناه التربوي ليكون هو المادة المدرسية التي تستغل فيها عملية التعليم وتدور عليها مناشط التعليم و مناشط المتعلم و مناشط المعلم ثم المناشط المتبادلة بين المعلم و المتعلم في مراحل التدريس الثلاث : التخطيط والتنفيذ، ثم المتابعة أو ما درج على تسميته بالتقويم الذي يقصد به (( مجموع الخبرات التربوية والحقائق و المعلومات، التي يرجى تزويد التلاميذ بها ، كذلك الاتجاهات و القيم التي يراد تنميتها عندهم، وأخيراً المهارات الحركية التي يراد إكسابهم إياها، بهدف تحقيق النمو الشامل المتكامل لهم في ضوء الأهداف المقررة في المنـهاج))(1) ويشيع لدى التربويين وبخاصة مصممو المناهج، أن يروا المحتوى على أنه (( الأفكار والمفهومات و المصطلحات والقواعد والقوانين والنظريات والتعميمات والقيم والاتجاهات والمهارات المتضمنة في أي كتاب مدرسي، وتقدم للتلاميذ من أعمار معينة وتنظيم محدد ليكتسبها التلاميذ عن طريق سلوك التدريس، الذي يمارسه المعلمون ضمن عمليتي التعليم والتعلم تحقيقاً للأهداف التي وضع من أجلها هذا المحتوى ))(2)، كما أنه عبارة عن المعرفة التي يراد تحصيلها والتي تتمثل في الحقائق والمفاهيم والتعميمات والمبادئ والنظريات ، إنه عبارة عن المهارات والعمليات، التي تتمثل في القراءة والكتابة والحساب والفن والتفكير الناقد وصنع القرار، وأنه عبارة عن القيم التي تتمثل في المعتقدات التي تدور حول الأمور الجيدة والرديئة والصائبة والخاطئة والجميلة والقبيحة (3) . وهكذا يفهم المحتوى بأنه نظام واضح ودقيق من المعارف والقدرات والمهارات والقناعات والمواقف والسلوك ...إلخ التي ينبغي على المتعلم اكتسابها في العملية التعليمية ، وهو أحد عناصر المنهاج وأولها تأثيراً بالأهداف التي يرمي المنهاج إلى تحقيقها .
2.معايير اختيار المحتوى:
اجتهد علماء التربية في وضع المعايير العلمية لتحكم اختيار محتوى المنهاج حتى لا يصبح عشوائياً بلا ضوابط تحكمه ، وتتمثل هذه المعايير فيمايلي: (4)
ارتباط المحتوى بالأهداف: إن المحتوى لا يمكن أن يتم وضعه بطريقة عفوية أو ارتجالية فالخبرات التي يشملها، ينبغي أن تكون خبرات هادفة ومخطط لها، ومبنية على مجموعة من الأسس والمعايير، وترتبط ارتباطاً مباشراً بالأهداف المحددة مسبقاً في المنهاج.
صدق المحتوى: يكمن صدق المحتوى، في صحة معلوماته ودقتها، وصحة المصادر التي نقلت منها، كما يكمن صدق المحتوى، في مواكبة معرفته العلمية للحياة المعاصرة، ومدى لزومها وضرورياتها للمادة الدراسية، ومدى ارتباطها بأهداف المنهاج.
حداثة المحتوى: فرضت على المجتمع في الآونة الأخيرة تغيرات كثيرة ، في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبية، وغيرها من المجالات الأخرى نتيجة للتقدم العلمي
المذهل ووسائل الاتصالات الحديثة التي جعلت العالم بأثره كقرية صغيرة ومن الطبيعي أن
يعكس المحتوى هذا التقدم، في كافة المجالات حتى يستطيع المتعلم أن يتكيف مع مجتمعه المعاصر.
ملائمة المحتوى لمستوى التلاميذ: يعد التلميذ محور العملية التعليمية وإنه أحد العوامل الأساسية التي تؤثر تأثيراً مباشراً في بناء المناهج الدراسية بصفة عامة ، واختيار وتنظيم المحتوى بصفة خاصة ، بمعنى أننا لا يمكن أن نقدم للمتعلم أية فكرة ، أو نطالبه بالقيام بأي عمل دون الأخذ في الاعتبار مرحلة النمو التي يمر بها ، ومراعاة قدراته واستعداداته وخصائص نموه في كافة الجوانب الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، ومراعاة حاجاته وميوله هذا يعنى ضرورة مسايرة المحتوى لمراحل نمو المتعلمين
اتصاف المحتوى بالعمق: يقصد بالعمق أساسيات المادة، مثل: المبادئ والمفاهيم والأفكار الأساسية، وكذلك تطبيقاتها بشئ من التفضيل الذي يلزم فهماً كاملاً ويربط بغيرها من المبادئ والمفاهيم والأفكار، ويمكن تطبيقها في مواقف جديدة ، أما الشمول فيقصد به تغطية المحتوى لمعظم مجالات المادة الدراسية بحيث يعطى للمتعلم المعالم الرئيسية للمادة الدراسية، ويطلب من واضع المحتوى أن يجمع بين العمق والشمول
إن عملية اختيار المحتوى تعد من الخطوات الأساسية في بناء المنهاج الدراسي، ويقصد بها تحديد الخبرات المعرفية والوجدانية و المهارية المناسبة لصف دراسي معين في مادة معينة وتقع هذه العملية من الأهمية بمكان خاصة في الوقت الحاضر، الذي يتسم بالزيادة الرهيبة في حجم المعرفة العلمية في كافة المجالات بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ ، ومن ثم أصبحت عملية الاختيار ضرورة قصوى .
3.تنظيم المحتوى
إن اختيار المحتوى وحده بما يحتويه من معارف وحقائق علمية، لا تكفي لصنع محتوى جيد يقبل عليه التلاميذ والمعلمون معاً ، إنما من الضروري الاختيار المناسب لعرض المحتوى المختار وفق معايير معينة تسمى تنظيم المحتوى وهي : (1)
معيار الاستمرار: ويقصد به العلاقة الرأسية بين الموضوعات، من الصف الأول الأساس إلى الصف الثاني عشر .
معيار التكامل: ويكون أفقياً كربط الرياضيات بالعلوم في صف ما، وربط التاريخ بالجغرافيا وهكذا، وقد يكون التكامل عمودياً كربط موضوعات في صف ما بالموضوعات نفسها في صفوف سابقة أو لاحقة
معيار التوحيد: ويقصد به وضع المواد المتخصصة في وحدات معاً مثل النحو والإنشاء والأدب في وحدة واحدة أو وضع التاريخ والجغرافيا والمجتمع في وحدة واحدة
وبذلك فإن تنظيم المحتوى يقصد مناسبة ما تم اختياره وتنظيمه على شكل معين للمتعلم والمعيار الحقيقي للتأكد من ذلك هو التجربة الميدانية ، ,استطلاع أراء ذوي الخبرة و بخاصة المعلمين، على أن يستتبع عملية مراجعة لتلافي ما قد يظهر من أخطاء في التصورات الأولية التي انطلق منها المتخصصون في وضع محتوى المنهاج .
المحاضرة رقم(6) : الأنشطة التربوية
1.مفهوم النشاط التربوي
يعتمد المنهاج الحديث على أساس نشاط التلاميذ وإيجابيتهم ومشاركتهم في جميع الأمور وبالتالي فإن دور المعلم هو المرشد أو المهيأ للظروف المناسبة، أمام التلاميذ لكي ينشطوا ويشاركوا في تحقيق الأهداف، كما أن مشاركة التلاميذ في الأنشطة ، تزيد في قدرتهم على الإنجاز في المادة، وعلى التفاعل الاجتماعي ، مما يولد لديهم القدرة على اتخاذ القرار وتشكل الأنشطة المدرسية أحد العناصر المهمة في بناء شخصية التلميذ وصقلها، وتساعد على تنمية ميوله ومواهبه كما أن كثيرا من الأهداف يتم تحقيقها من خلال الأنشطة التلقائية التي يقوم بها التلاميذ خارج الصف الدراسي .ولذا يقصد بالنشاط التربوي هو ((الجهد العقلي أو البدني الذي يبذله المتعلم أو المعلم ، من أجل بلوغ هدف ما))(1) ، كما تعرف على أنها (( مجموعة من الفعاليات، التي يقوم بها المتعلمون داخل الفصل الدراسي والمدرسة أو خارجها من أجل تحقيق أهداف تربوية منشودة ، وتشير التعريفات السابقة إلى ارتباط النشاط بالأهداف ضمن خبرة المعلم أو المتعلمين ، كما له مضمون وله خطة تتبع عند التنفيذ والمتابعة والتقويم وبدونها ستفقد الأنشطة فاعليتها وإمكانية النجاح بتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها))(2)
وبذلك قد يكون النشاط تعليمياً ، إذا قام به المعلم، وقد يكون تعليماً إذا قام به المتعلم ، والنشاط التعليمي هو وسيلة للنشاط التعلمي، ولا يجوز لنا أن نتعامل مع الأنشطة التعليمية والأنشطة التعلمية أنشطة منفردة ، بل أنشطة تعليمية تعليمة مجتمعة مع بعضها مشكلة خطوات في طرق تعليم أو أساليب تعليم أو أنماط التعلم أو استراتيجيات التعليم (1)، إذن فنشاط التربوي هو برنامجاً تقوم به المدرسة وينفذ داخلها أو خارجها، ويهدف إلى إثراء المقرر الدراسي وتنمية قدرات ومعارف واتجاهات التلاميذ .
2.معايير اختيار الأنشطة التربوية:
تختار الأنشطة التعليمة في ضوء الأهداف ، أو في ضوء المحتوى الذي يتم اختياره بدوره في ضوء الأهداف التعليمية، وقد ترتبط الأنشطة مع الخبرات التعليمية التي مر بها التلميذ فتولد لديه تعلماً فعالاً ، لذا هناك مجموعة من المعايير، التي تتحكم في عملية اختيار الأنشطة وهي: (2)
Ø ارتباط الأنشطة بالأهداف ومحتوى المنهاج وتجسيدها
Ø طاقات المتعلمين وقدراتهم على العمل والنشاط والإنتاج، مع مراعاة الفروق الفردية
Ø طبيعة المحتوى التعليمي والموضوع الدراسي
Ø توفير الإمكانات المادية والبشرية اللأزمة للأنشطة، وإيجاد التفاعل الضروري بين هذه الإمكانات، بما يؤدي إلى نمو المتعلم وتنمية البيئة
Ø ارتباط الأنشطة بفلسفة المجتمع وأهدافه و احتياجاته ومشكلاته
Ø ارتباط الأنشطة بالفلسفة التربوية التي ينطلق منها مخططو المنهاج ومصمموه ومنفذوه
Ø التعدد والتنوع في اختيار الأنشطة، لجذب انتباه المتعلمين وزيادة دافعتيهم في الإنجاز والتعلم
Ø مدى القابلية على التخطيط للأنشطة، وتنفيذها أو متابعة تنفيذها من المتعلمين.
3.معايير تنظيم أنشطة التربوية :
لقد أشار التربويون إلى معايير تنظيم الأنشطة التربوية ومنها: (1)
Ø الاستمرار: يشير الاستمرار إلى التكرار الرأسي لعناصر المناهج الرئيسية، وهذا يعني بالنسبة للأنشطة التربوية تكرارها رأسياً، أي تكرار نفس نوع النشاط المرة بعد المرة خلال عملية التعلم .
Ø التتابع: يتصل التتابع بالاستمرار، ولكنه يذهب إلى مدى أبعد منه ، فالنشاط لا يتكرر فقط على نفس المستوى خلال السنوات الدراسية ، ولكنه يجب أن ينتقل من النشاط البسيط، إلى الأكثر تركيبا وتعقيداً حتى ينتهي بدرجة عالية من التركيب .
Ø التكامل :أن تكون الأنشطة التربوية بمرتبطة بعضها بعض، حيث تقدم للتلاميذ خبرة موحدة متكاملة ، تفيد في تعلم التلاميذ وتؤدي بهم من خلال الخبرات المركزة إلى تحصيل المهارات المطلوبة
Ø التدرج الزمني: هذا يعني احترام الزمن في سرد الأحداث أو المعلومات، مثل الأحداث التاريخية
Ø تدرج الأنشطة: تدرج الأنشطة من السهل إلى الصعب ومن المحسوس إلى المجرد ومن البسيط إلى المركب ، أي تدرج الأنشطة استقرائيا.
Ø مراعاة أساسيات المنهاج: حيث أن تحديد الأساسيات التي يبنى عليها المنهاج بالأفكار الرئيسية والمفاهيم والمبادئ، أو ميول التلاميذ وخبراتهم، أو مشاكل حياتية محددة يساهم في اختيار وبناء وتنظيم الأنشطة حولها
Ø مراعاة تنظيم الأنشطة حسب درجة وطبيعة مشاركة التلاميذ والغرض منها :كأن تكون أنشطة جماعية أو فردية أو أنشطة لمجوعات صغيرة ، يستفيد منها التلاميذ في جوانب التعلم المختلفة للمنهاج المعرفية و المهارية والوجدانية.
المحاضرة رقم (7) : التقويم
4.مفهوم التقويم
إن التقويم من أهم عناصر المنهاج المدرسي الذي يبدو فيه التناقض بين ما ينص عليه في خطط المنهاج، والواقع الذي يمارس فيه هذا التقويم والحصاد الذي يعنى به في عملية التقويم
ولا خلاف على أن التقويم وسيلة وغاية معا في العملية التعليمية، وهو حلقة من حلقات المنهاج المدرسي وعين على بقية عناصر هذا المنهاج، لتحديد مدى ما تحققه من غايات المنهاج وأهداف التدريس، ومناطق الضعف، فضلاً عن مناطق القوة، كما عرفه دولنشر Delqnsheere,G بأنه (( التقويم الذي يتدخل في كل نشاط تعليمي، بهدف إعلام التلميذ والمعلم بدرجة التحكم التي وصل إليه، وفي نفس الوقت اكتشاف الصعوبات، بهدف توجيهه نحو استراتيجيات تسمح له بالتطور وبالوعي بأخطائه وتصحيحها))(1) ، فهو يعتبر عنصراً أساسياً في العملية التعليمية ، لأنه يقدم للمتعلم صورة واضحة عن المستوى التقدمي، الذي وصل إليه وكذلك إطلاع أولياء الأمور على مستوى إنجاز أبنائهم ، إضافة إلى تزويد المعلم بمعلومات مهمة، حول عملية التعلم مما يساهم في تحسين الناتج التعلمي وتعزيزه ،كون أن التقويم التربوي عبارة عن (( عملية إصدار حكم على مدى تحقق الأهداف التربوية ودراسة الآثار التي تحدثها بعض العوامل والظروف في الوصول إلى الأهداف أو تعطيلها))(2) . إذن التقويم التربوي ليس مجرد قياس، وإنما هو قياس وعلاج يمكن من خلاله تتبع ورصد لعملية التعلم ذاتها ، بقصد ملاحظة ما يطرأ على سلوك المتعلمين من تغيير، وقياس هذا التغير ومعالجة نواحي القصور وتعديل المناهج الدراسية كلما كان ذلك ضرورياً ، ولذا نجد أن التربية الحديثة وسعت مجال التقويم في المرحلة الابتدائية، ليشمل النمو الجسمي والنمو العقلي والنمو الوجداني والاجتماعي والخلقي والميول والاتجاهات والمهارات، فما يزال المنهاج المدرسي في المرحلة الابتدائية وغيرها، من مراحل التعليم يعنى بجانب واحد هو تقويم التحصيل الكمي المنصب أساسياً على المعرفة المقررة في الكتب المدرسية، وهذا ماثل ثابت في اختبارات التحصيل من مختلف الأنواع إن التقويم في التعليم من أهم المشكلات التربوية ،من حيث غياب النظرية التي تحكمه والخلط بينه وبين القياس ، من حيث سذاجة إجراءاته وفقدانه أهم الضوابط الصحيحة ما يحدث الآن ليس سوى أسئلة هزيلة ثابتة الأنماط ضيقة المنظور، كلها من النوع الأول الذي يخاطب الحفظ و المعرفة والتفكير المتفاوت دون المتشعب فضلاً عن النقص الذريع في مقاييس مهارات المتعلم .
2.أهداف التقويم :
يهدف التقويم التربوي بشكل أساسي إلى إعادة النظر و تصحيح المسار من اجل التطور والتحسين لنواتج ما يتم تقويمه، يتفرع من هذا الهدف الرئيسي أهداف فرعية خاصة بعملية التقويم هي: (1)
Ø معرفة مدى تحقق الأهداف المرسومة لبرنامج محدد، والكشف عن مدى فاعلية المعلم في تقديمه
Ø التحقق من مدى ملائمة المنهج المدرسي للمرحلة العمرية للتلاميذ والكشف عن حاجات التلاميذ وميولهم وقدراتهم واستعداداتهم
Ø توفير المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات مختلفة .
Ø معرفة القصور والمعوقات في المؤسسة التعليمية، والقضاء على الظواهر السلبية والعمل على تذليل على الصعوبات بعد تشخيصها
Ø تحفيز إدارة المدرسة على بذل مزيد من العمل، و تحفيز المعلم على النمو المهني والتلميذ على التعلم
Ø توجيه التلاميذ إلى أوجه النشاط المناسبة لقدراتهم وميولهم، ومعرفة مدى فهم التلاميذ لما درسوه .
Ø تحديد متطلبات نمو المتعلمين الشخصي ( عقلياً و مهارياً ووجدانياً )
Ø تمكين التربويين من ربط البرامج التعليمة للمراحل والمستويات التعليمية المختلفة رأسياً وأفيقاً، وتنظيم الخبرات التعليمية لهذه البرامج منطقياً، بما يتناسب مع خصائص نمو المتعلمين
3.أنواع التقويم :
يصنف التقويم على أساس توقيت تطبيقه في جميع مراحل العملية التعليمية إلى ثلاث مستويات هي:
أ.التقويم التشخيصي: وهو نوع من التقويم يمكن أن يحدث قبل التدريس أو أثناءه أو بعد الانتهاء منه ، والهدف الأساسي منه هو تحديد نقاط القوة والضعف لدى المتعلمين، فإذا جاء في البداية فإنه يهدف إلى مساعدة المعلمين على تحديد نقطة البداية في التدريس، لأنه يساعدهم في تحديد ما يعرفه التلاميذ، ومالا يعرفونه من مفاهيم، حتى يستطيع المعلمون التخطيط الجيد للأنشطة التعليمية، وإذا حدث أثناء التدريس، يكون هدفه عملية تحديد مدى تحقيق الأهداف، والتعرف على الأخطاء أو نقاط الضعف في التعلم أو التعليم (1)
ب.التقويم التكويني: يعبر عن وعي الفعل التعليمي التعلمي، حيث أنه لا يمكن الانتقال من مرحلة إلى أخرى ، حتى تحقق المرحلة أهدافه ، ويتعرف المدرس على مدى مسايرة التلميذ للتعلم ، ويحدد الصعوبات التي اعترضته ، كي يستدرك النقائص، ويعالجها من أجل تحقيق الأهداف وهذا ما يؤكده دانييل هاملين في تعريفه(( يكون التقويم تكوينيا إذا كان هدفه الأساسي تقديم معلومات سريعة ومفيدة للمتعلم، حول تطوره أو ضعفه، وهو وسيلة من وسائل معالجة هذا الضعف))(2) كما عرفه Roland بأنه (( عبارة عن نظام يتمثل في جمع معلومات مهمة أثناء الدرس أو البرنامج ، وذلك بهدف الفحص الدوري لنوعية التعلم ،الذي يتلقاه التلميذ ،فالتقويم التكويني يهدف لاكتشاف النقائص الملاحظة في التعلم ))(3)
ج.التقويم الختامي:يأتي هذا النوع من أنواع التقويم في ختام أو في نهاية دراسة برنامج تعليمي معين، بهدف التعرف على ما تحقق من نتائج، كما يهدف إلى إعطاء تقديرات للمتعلمين تبين مدى كفاءتهم في تحصيل ما تتضمنه الأهداف العامة للمقرر وإعطائهم شهادة بذلك (4) . هكذا يعتبر التقويم التربوي بعداً مهماً في المجال التربوي ، وهو عملية مقصودة تكشف لنا عن مدى حسن سير العملية التعليمية ، كما أنها تمدنا بمؤشرات عن مدى إمكانية هذا التحسين ومن ثم يعتبر التقويم وتطوير أسالبيه واحداً من المداخل الأساسية لتطوير التعليم
الخاتمة
إن التربية هي بوابة التطور العلمي، الذي يشهده العالم اليوم، نتيجة التحول الذي حدث في أساليب التدريس، وأنماط التعليم ومجالاته ، وقد أتى هذا التحول استجابة لجملة من التحديات التي واجهت التربية، والتي تمثلت في تطور تقنيات التعليم، وزيادة الإقبال عليه والانفجار المعرفي الهائل وظاهرة العولمة ونمو صناعات جديدة إلى توجيه الاستثمار في مجالات المعرفة والبحث العلمي . ومن هنا فقد أصبح الاهتمام بالتربية، مطلباً أكثر من أي وقت مضى بالعمل على الاستثمار البشري بأقصى طاقة ممكنة ، وذلك من خلال تطوير المناهج التربوية ، واستحداث تخصصات جديدة، تتناسب مع متطلبات العصر، مع الحرص على تخريج كوادر بشرية ، تمتلك المهارات اللازمة للتعامل مع كافة المستجدات والمتغيرات التي يشهدها العصر .
- معلم: Mohammed Abbad